Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE
latest

أناوهم ((01/01))...محمد مخفي

قالوا … قالوا الكثير، مثل ما فعلوا الكثير وهم كثير ولن يتوقفوا أبدا عن أفعالهم الدنيئة التي ترجمتها حركاتهم معك وطيبتك معهم.


قالوا … قالوا الكثير، مثل ما فعلوا الكثير وهم كثير ولن يتوقفوا أبدا عن أفعالهم الدنيئة التي ترجمتها حركاتهم معك وطيبتك معهم.
يقولون لك أنت إنسان طيب، صح لا تنكر ما قيل لك في وجهك، لكن في غياب ذاك الوجه عن وجوهم البائسة، قيل عنك ما لم يقال علنا بوجهك الصبوح الذي لا يرون فيه الا ما تخبئ وجوههم، أنظر حولك هل كل هذا ناس يحسون بما تحسه اللحظة هل يحدثون انفسهم، بالذي تحدث به نفسك الأن، انظر الى خلفك الى ذلك الشخص الذي يمشي على الرصيف وببطء الذي لا يأبه بالذين يمشون معه على نفس الرصيف ولن ينتبه لهم كأن الرصيف كله له حتى هم لا يهتمون به ولم يأخذ نصيبهم من الطريق، هل رأيت الذي يتكلم في الهاتف ويبتسم هل تعرف ما الذي يقوله له من في الخط من الجانب الاخر من الخط، أغلب الظن أنه يسمع كلمات طيبة وجميلة.
هي هكذا الحياة الكل يراها جميلة، لا تنتظر من اي كان ان يحضر لك نعش هزيمته بين يديه وهو يقول لك هنيء لك بقبري، فكل الذي تراه عينك فهو صوري لا علاقة له بالواقع الذي يعيشونه، انهم يمثلون الادوار اليومية. يعني كل الذي يحدث ما هو إلا مسرحية، وأنا ما هو دوري في كل هذا؟ ممثل او متفرج؟ لا تقول قولهم الصوري، حاول أن تكون انت السيناريست أو المخرج؟ لتعطي لكل منهما الدور الذي يستحقه في حياته ولا تزايد عليه.
سيقولون عنهم مثل الكلام الذي قلته أنت في سابق الإيام، فعلا انهم اناس صالحون، حقا وبارزون في مجتمعهم لماذا لا تعود، أنهم لا ينتظرون الا هذا منك، ان تعود لهم.
اعود لهم لا إليهم، أجبني لهم ام إليهم، كيف يريدون ان تكون عودتي، وبأي طريقة يودون ان اعود، هل اعود منكسر بلا ذمة، في رأيك اين اضع وجهي ما بين الوجوه.
كنا اصدقاء، وكنا نلتقي في وقت الفراغ معا لا يفرق بيننا الا انشغالاتنا ومرات السفر، وإذا لم يرى أحدنا الاخر كان رفيقنا الهاتف لنسأل عن بعضنا البعض. اين انت؟ هل رجعت من السفر؟ …لا ليس بعد هل تحتاج الى شيء ما احضره لك معي حين عودتي…. نعم ان أمكن ابحث لي عن العنوان الفلاني، اوكي حاضر، هل تريد الطبعة المحلية ام المشرقية، لا يهم الطبعة قدر ما يهمني محتوى الكتاب… يا الله مع السلامة، مع السلامة اعتني بنفسك، عد لنا بسرعة لقد افتقدناك.
تنقطع حرارة الهاتف، لينتهي الحديث بينهما، ليفترقا على امل اللقاء، هكذا كانت حياتنا يومها، وكنا ننتظر لقاء مساء السبت بشوق، اكثر من اي يوم مضى في الاسبوع، تمر الايام و الاشهر والسنوات تزوج من تزوج ورقي من ترقى في منصبه ومنهم من غادر المدينة الى مدينة اخرى وكل اعضاء ليلة السبت نشروا مصاحفهم واصبح الاغلب يفتخر باللقب الجديد لقب كاتب وشاعر أو أديب، ومنهم من حمل على كاهله لقب الباحث.
أما انا بقيت كما وجدوني عليه اول يوم وما زلت اسعى في البحث عن ايجاد مكان فارغ في المجالس لكي أمضي ما تبقى لي من ايام لأنهيها بسلام، واسترجاع بعض ما تبقى لي في ذاكرتي من امال وافكار. والقليل منهم من أصبح يسأل عن الاخر، حتى انا لم اعد اسأل عمن عرفتهم ذات يوم وتقاسمت معهم احلامي وأملى.

ليست هناك تعليقات